رسالة إلى أميرة الغرابة

” أبها ” رسائلُ حبي ما لها عدد

ولم يجبني على أشواقها أحد

” أبها ” أجيبي سؤالي واذكري سبباً

يغالب الشك إن القلب لا يجد

أحببت والحبُّ في شرع الورى ترف

وعاشق الحرف لا تدنوا إليه يد

فجئت أطلب من كفَّيك معجزة

فمن صببتُ لهم صافي الهوى جحدوا

” أبها ” يصير المدى غيماً ووشوشة

وفي دمي يا نشيدي يغرق البلد

” أبها ” هواكِ غريبٌ لن يفسره

شعرٌ ولن يجتلي أسراره أمد

هواك لحن جميل لا نظير له

عندي وعزفٌ على الأشواق منفرد

” أبها ” تظل عيونُ “الفجر” ضاحكةً

وأعينُ ” الليل ” فيها يعرك الرمد

” أبها ” تظل سواقي الحب مورقة

ويذهب الزيف يا ليلاي والزبد

في داخلي ألف سرٍ عن محبتنا

في موطنٍ حارساه الحب والرَّشَدُ

أناخ فيه بريد الحب ناقته

فزمجروا في بقاع الخزي وانتقدوا

وأورقت في رباهم كلُّ ساقطةٍ

وأرقَلَت صوبنا الأضغان والحسد

أبها نموت كهذا النخل شامخةً

رؤوسنا ما ثنى إشراقها كَمَد

كل الأحاديث عن أهلي ملفقة

ولن يصِح حديثٌ ما له سندُ !