عيبان

ما بال وجهك يا ” عيبان ” منخطف

وأنت ” عيبان ” أنتَ الزَّهو والشرف

ما بال طرفك “يا عيبان ” منكسر

وكان طرفك صبحاً ما له طرف

من باع عينيك للأحزان يا قمراً

من ضوئه كتب العشاق واغترفوا؟

من امتطى ظَهْرَ هذا الحُرِّ أسلمه

للعار .. سيفٌ يمانيٌ .. ويرتجفُ !

كان الغمام على جفنيك مزرعةٌ

من الهوى أين ذاك العاشق الدنف؟

كانت غصون النَّدى والبُنَّ أشرعةً

واليوم ” غرزتكَ ” البارود والجيفُ

سيفٌ على كاحل التاريخ تشحذه

كفٌّ عراقية في حُكمها جنف

كفٌ عراقيةٌ جادت بما وجدت

والحقد من قبلُ ما ضنَّت به “النجف”

” عيبان ” من يبلغ الأحباب أسئلتي

لعلهُم بعد هذا العار أن يقفوا

لعلَّ ” عيبان ” يلقي نصْف هامته

لعلّ خافية الأيام تنكشفُ

لعلَّ صنعاء تستقري قصائدنا

“صنعاء” تعرف لكن كيف تعترف؟

” صنعاء ” مثلك يا عيبان راسخة

في عُمقنا رُغم ما قالوا وما عزفوا

” صنعاء ” عِشقٌ جنوبي نُغالبه

فحبُّ “صنعاء” ما جادت به الصدف

ماذا نقولُ وماذا كي تصدقنا

إنّ الهوى فوق ما نبدي وما نصف؟!

وكيفَ نبعثُ بالأشواق راعشةً ؟

وكيف ننصف من نهوى وننتصِفُ؟

وهذه قصةُ النجوى مُصيبتنا

قلبٌ على الرغم من آهاته يجف

كم قيلَ : إنَّكِ ” يا صنعاء ” مُقلتنا

وأننا بكَ يا ” عيبان ” نلتحفُ

لكنْ تغيَّرت الدنيا فمن بدأت ؟

سوءاته وبدا يلهو .. وينحرف

“عيبان” نعطي ونُعطي والأكف هنا

مبسوطةٌ .. وحماةُ الدار ما ضعُفوا

ألفتَ منّا الهوى صفوا .. ومعذرةً

فربما كان حتف النَّاس ما ألفوا

“صنعاء” نثَّت بلا وجهٍ .. ولا لغة

مقولةٌ باسم حبِّ الذات تعتسفُ

ماذا نقول لنا دربٌ ستعرفه

” صنعاء” ما في دروب الحبِّ منعطف

وسوف تأسف ” ليلى ” من مواقفها

في ساعة لا يفيد العذرُ والأسف

قد يُبخسُ الكيلُ لكن ضدنا اجتمعا

يا وجه “صنعاء” سوء الكيل والحشف

بحُبنا نحن يا ” عيبان ” ملحمةٌ

غريبةٌ عن جميع الناس نختلفُ