في حضرة الملكة

مسافرٌ أقتفي عينين تشغلني

لها أغنِّي ومنها يرتوي بدني

إذا تمنطق خصرُ الليل دكنته

جاءت بأنغامها الوَسنى تُوشوشني

يضيق رحبُ المدى بي ينطوي بيدي

في الهمِّ لا حدَّ بين الشام واليمن

عِمامة من صفاء البوح ألبسها

غلالةٌ من نقيع الحُزن تلبسني

أمتدُّ فوق الفيافي خُضرةً لهباً

ضدّان ما ذنبُ هذا القلبِ يا وطني

أنا أبوحُ وأنتِ أحرفي ودمي

وأنتِ كلُّ الذي يأتي به زمني

أنتِ تصبين في قلبي فأمخضُه

وليس ذنبي إذا ما راب لي لبني

أنا وأنت خُلقنا هكذا وهناً

شربتُ منكِ المآسي فاشربي وهني

كم كنتُ آمل أن آتيك معتجراً

سيفي يسوقونَ قبلي ألفَ مُرتهن

أغُذُّ أجردَ طواحاً وأغنية

كأنني في الهوى”سيفُ بن ذي يزن”

لكنني جئت منكوساً وراحلتي

عرجاء أقبلت أبكي لابِساً كفني

فلا تزيدي جراحي وافهمي لغتي

ولا تبيعي كما باعوا بلا ثمن

تفرّسي في عيوني واقرأي تعبي

فأنبل النَّاس من يُطوى على حسن

هاتِ فؤاداً بليداً لا يُؤرِّقه

همُّ الورى وخُذي شِعراً بلا شجن