قاعدة الزعنفة

يحدّثنا النّحو مِلَّةُ آبائنا صانعي الزهو ، زهوِ الكلام ، وزهو الرِّجالِ ،

وزهوِ سيوفِ الهوى المُسرِفه

يعلّمنا كيف تعلو الرّؤوس

تُشَدّ الكفوف ، السيوفُ

يصوغ الفتى أحرُفَه

كيف كان يُسافر في لُجَّة البوحِ ، يَجُدل من طينة المستحيلِ لنا موقَفِه

يُحَدِّثنا أنَّ للصَّافِناتِ الجسارهْ

وأنَّ ” لأحلى وأغلى الكلام الصَّدارة “

وأنَّ الحروف الحضارة

فكيف تجلّت لنا ” المبهمات ” وبدَّل نهر القوافي مسارَه ؟؟!

فيا أيّها النَّحو أين ” الرُّؤى المُنصِفَه “

أناشِدُك الله هل تُصطفى ” النكراتُ ” على ” المعرفة ” ؟!

أما قلت : إنّ الكلام حضارة

وإنّ ” لأحلى وأغلى الكلام الصَّدارة “

وللصافنات الجسارة

فكيف تجلّت لنا ” المُبهمات ” وبَدَّل نهرُ القوافي مساره ؟؟!

أجب أيُّها النَّحو أين ” قاعدة الزُّعنفة “

هل أنت يا لغة السابحين على السَّيفِ

أذعنت للألسُنِ المترفة ؟؟!

كيف تستدرجُ ” النخلةَ ” ” الرِّيحُ ” ، كيف تُطاطيءُ للعاصِفَة

يُولد المجد من ” جملة ناسفة “

يبتدي الوجد من لحظة نازفة

كل شيءٍ يهونُ ، تهونُ العواصِفُ ، قصفُ الرّصاصِ ، دِماءُ الجروحِ يظلُّ لنا غارةً زاحِفة

نظَلُّ نقادِمُ ، نخرج من جمرة الأرجوانِ ، ومن صفرةِ الزَّعفرانِ لظى قاذِفة

الموتُ

والموتُ

والموت

في لغة زائفة

لم يُجب ، كنت أقرأ أغلى الوجوهِ ، الحروف تنام على الأرصفَة

ومن شُرْفِة القصر كانت تُطِلُّ على العابرين ” قاعدة الزعنَفة “

أيها النُّحوُ

في النّحو لا نحوَ

في الموتَ لا موتَ

في الصوتِ لا صوتَ

إن سقط المحتوى أوَّلُ الشامتين له الأغلِفَة