لغة خارج الأبجدية

أنا مشحونٌ من الصمت إلى الصمت

إلى برّ السكون

في صهاريج من الأحزان غادرت معي كفي ووجهي ويقيني

وحُروفٌ نبضها قلبُ أبر برٍّ ، شجى أمٍ حنونِ

أنا مفتون بأحداق الثكالى

مبحرٌ في دمع أبناء الشجون

مورق في الصخر ، مكتوب على الماء بأقلام السنين

أنا مقتول بأحلامي ، وآلامي ، وحدسي ، وظنوني

في دمى أشعلت تاريخي حريقاً ، وتدليتُ

على النار بِجذعي وغصوني

فنما فوق رمادي قمرٌ حرٌ

وساقا زيزفون

من بزوغ النكسة الأولى لموت النكسة الأخرى

ومن نسف المطارات إلى قصف الحصون

كنت أشكو من تضاريس الشعارات ، ومن مد الفراغات

ومن خيل الطنين

كنت يا ” مغلقة العينين ” مفتوحاً على الرؤيا صباحاً

خارجاً من ودْق أبياتي فماً حرّاً ، حماماً مسرجاً

بالنور والنار على ” شلال طين ”

وعلى ” ذات القرون ”

وعلى مدخل جُرحي أوقفوني ،

قرأوا وجهي وكفّي ،

نبشوا أبيات شعري ،

كشفوا حتى جفوني ،

حدّدوا عمق الزوايا في عيوني

قلّبوني

ومع دقَّة هذا الفحص لمَّا يعرفوني

صنَّفوني

ضمن مجهولي الهُويات ، وأرباب الجنون

واستوى الذَّبح على الأعناق فاستدرجهم

حتى رأوني

فدعوني

قلتُ : غيض الوقت

لا تنفعِلوا .. هاكم سكوني !!!

منذ فتّحت ، وصوتي ، شاحب اللحن

كعصفور سجين

فافهموني…

حاوِلوا لو مرّة واحدة

أن تفهموني