تأويني هم فبت أخاطبه

تَأويني هم فَبِت أُخاطِبُه

وَبت أَراعي النجم ثُمَّ أُراقِبُه

لما رابَني من رَيب دَهر أَضرَني

فَأَنيابُه يبرينَني وَمَخالِبُه

وَأَسهَرَني طول التَفكر إِنَّني

عَجِبت لِدَهر ما تَقضى عَجائِبُه

أَرى عاجِزاً يُدعى جَليداً لِغشمه

وَلَو كلف التَقوى لِفلت مضارِبه

وَعفاً يُسمى عاجِزاً لِعَفافِهِ

وَلَولا التَقى ما أَعجَزَتهُ مَذاهِبُه

وَأَحمَق مَصنوعاً لَهُ في أُمورِهِ

يَسودُهُ اِخوانُهُ وَأَقارِبُهُ

عَلى غَيرِ حزم في الاِمورِ وَلا تقى

وَلا نائِل جَزل تعد مَواهِبُه

وَلَيسَ بِعَجز المَرءِ إِخطاؤُهُ الغِنى

وَلا بِاِحتِيالِ اِدرك المالُ كاسِبُه

وَلكِنَّهُ قَبض الإِله وَبَسطُه

فَلا ذا يُجاريه وَلا ذا يُغالِبُه

اِذا كَمل الرَحمن لِلمَرءِ عَقلُهُ

فَقَد كَمَلت أَخلاقُهُ وَمَناقِبُه