إن كان قلبك هذا قد من حجر

إن كان قلبك هذا قد من حجر

فالماء يجري وحق الحب من حجر

أو كان من معدن فالوجد يا أملي

نار وهل معدن يقوى على الشرر

فيا رباب التي في حبها ولهى

لم يبق من مهجتي شيئاً ولم يذر

هي ارحميني اشفقي حتى اعطفي كرما

مني ارفقي بفتى أضحى على خطر

صب ولوع مشوق هائم دنف

مضنى كئيب شجي دائم الفكر

سليل هم أخو سهد أبو سقم

خليل غم خليل البؤس والكدر

رثت له الورق في أدواحها سحراً

لما رأت دمعه كالطل في السحر

يحيى الليالي ميتاً راحَ ينشره

طي الغرام فيقضي العمر بالسهر

قد ذاب وجداً عفى صداً قضى أسفا

حتى غدا شبحا في أقبح الصور

وددت واللَه اني لم أكن بشرا

من هول ما مر بي يا أحسن البشر

وطالما خيل لي ان الممات لمن

أضحى نظيريحبوة الفوز والظفر

كساني البعد من ألائه حللا

لكن من السقم لا من سندس خضر

وألبستني عناي الشوق واحربي

تاجاً من الشيب لا من عسجد نضر

ما مثلت جنة الخدين في فكري

الا وأصبح مني القلب في سقر

فالقلب في حرق والجفن في غرق

والعين في أرق والنفس في حصر

ضاع اصطباري نأى رشدي وهي جلدي

عز انتظاري قضى جهدي انقضى عمري

ثنتان لا بر من احداهما عجلا

اما الممات واما الفوز بالوطر