شاب الدجى فتمخض الفجر

شاب الدجى فتمخَّض الفجرُ

ولد الصباح فكُفّنَ الفجرُ

بكت السماءُ فهشَّ مبتسماً

نجمُ الثرى فتغيبِّت زُهرُ

خطب النهارُ الشمسَ جاد بها

فلكُ السنى فتهيَّأَ المهرُ

فرحت رياضٌ ابرزت حللاً

قد دبَّجتها ديمةٌ بكرُ

غنَّت عنادلُ ارقصت طرباً

هيف الخمائل صفَّق النهرُ

عَزَفت نسيماتُ الصبا هتفت

وُرق الهديل تصبَّب البِشرُ

حضر الوليمةَ كل ذي مقةٍ

ذكر الحبيبَ فهاجه الذِكرُ

سكبوا دمَ الابريق في قدحٍ

فبدا على ياقوتهِ درُّ

لا تعجبوا فكُرات كلّ دم

فيها البياضُ وجلُّها حُمرُ

قد راقهم صحوٌ فنادمهم

صفوٌ فطاب لاهلهِ السكرُ

قد ازوجوا بالماء سلسلهم

فتولَّد الإطرابُ والهذرُ

بزَّ الصب احَ صبوحُهم فقضوا

ساعات انسٍ بزَّها الدهرُ

فتفرقوا ايدي سبا فمضوا

لشؤونهم مذ اذن الظُهرُ

يا مأتماً لليل قام بهِ

عرسُ النهار وولَدَ الخمرُ

كم فيك للالباب من عبَرٍ

لا وصلَ يبقى لا ولا هجرُ

ذي سنَّةٌ في الأرض سائدة

بين الخلائق مذ طى البحرُ