لو حدثوا هومير في ديماسه

لو حدَّثوا هُومير في دِيماسهِ

ببديع صنعكَ لاستردَّ حياتَه

ولهَبٌ يطريءُ همَّةً عرجت الى

فلك العلى مذ عرَّبت ابياتَهُ

ما كان يحسبُ ان اقمار الدُجى

هبطت لتمنح نُورَها مشكاتَهُ

لولا سليمانٌ يُذيع مفاخراً

احي بها تحت التراب رفاتهُ

جهلَ الزمانُ واهلُهُ لا سيَّما

نحن الاعاربُ شِعرَهُ ونكاتهُ

كُن كيفما شاءَ الزمانُ فانتَ في

عصر البيان مزيّنٌ مِرآتِهُ

ولأَنتَ ما اعتلَّ القريضُ طَبيبُهُ

ودواؤُهُ بل باعثٌ امواتهُ

واذا ترنَّم بالبلاغة مِنبَرٌ

كنتَ المبلّغ للملا اصواتهُ

لم القَ قبلكَ باذلاً دينارَهُ

وحياتهُ ومبذّراً اوقاتهُ

عفواً بلا اجرٍ ليحبو أمَّةً

خِدَماً تخوّل عزَّها ما فاتَهُ

لو انصفوا نحتوا لهُ اكبادَهم

صنماً يمثّل للزمان هُداتهُ

زحزحتَ عن أفُق الكلام غمامَهُ

وكبحتَ عن عرش النظام طُغَاتهُ

وحميتَ حَوزَتهُ وصنتَ ذماره

ودفعتَ عن خدر البيانِ غواتَهُ

لم يلقَ دهرك وهو عَضبٌ صارمٌ

يفري الاماني من يفلُّ شَباتهُ

حتى بدت آياتُ فضلك اسهماً

راحت تبدّدُ كالقطيع كماتهُ

حبَّبتَ لي التمداحَ كنتُ اعافُهُ

حتى عشقتُ بمدح ذاتَك ذاتَهُ

فأهنأ بهِ مدحاً سما اترابَهُ

ما دمتَ قنَّاصاً تصيدُ بُزَاتهُ

ما كلُّ من يلج العرينَ غضَنفرٌ

حقٌ لهُ ان يستبيحَ مهاتَهُ

فالدرُّ يذخرهُ الفتى ضِناً بهِ

حتى يريهِ الاختبارُ كُفَاتَهُ

وكذا المديحُ يُصَان في ابراجهِ

حتى يلاقي المادحونَ سرَاتَهُ

فاذا تجسَّم لي وكنتَ قِوَامَهُ

أَلبستُهُ حِللاً تغيظُ عداتَهُ

وجعلتُ شعري في ملائم وجههِ

قُبَلاً ترصّعُ بالنجوم لهاتَهُ