ما بال طرفك يسهر

ما بال طرفكَ يسهر

ودمعهُ يتحدَّر

يمشي الهُوينا لخدٍّ

بوَردِهِ يتعثَّر

كلؤلوءٍ عَهدَ كسرى

صباحَ نيروزَ يُنثَر

او انجم العقد رثَّت

اسلاكهُ فبتعثَر

بهِ لظى الخدّ يَزهُو

كجنَّةٍ وهوَ مطهَر

وعَنبر الشَعرِ تُغري

بهِ البنَانَ المُكَوفَر

يُفَتُّ باللمس منهُ

مسكٌ يفوح مُعَطّر

فيملأ الكونَ نشراً

بهِ الأوائلُ تُنشَر

عهدي بثغركَ يسمو

ماء السماء تَبَلوَر

مُرَصَّفٌ في سموط اليا

قوتِ والكلُّ جَوهَر

ما بين جمرٍ وخمرٍ

عنها الاعاجيب تُؤثر

وَسطَ اللهيب تراهُ

يفترُّ لا يتكدَّر

وهو الذي فيهِ طبع الا

لماس لا يتكّسر

يدوم يطفحُ نوراً

هَدَى وأروَى وأسكر

ما بالهُ صار سرًّا

في خاطر السُخط مُضَمر

لماكَ أوصَدَ باباً

فيهِ الضياءُ تستَّر

بالغيظ أرصدَ قفلاً

بهِ الدراريُّ تؤسَر

أَنت لحزنٍ فأَبدت

ناراً ولم تتبخَّر

فكيف يؤسرُ نجمٌ

وكيف يُحبَس كَوثر

ما للفؤاد خفُوقٌ

كالمَوج والريحُ صَرصَر

يعلو ويسفل بين ال

عباب يخفى ويَظهَر

والصدر يبدي اضطراباً

كالقُرط في أذن جؤذَر

لا يستقرُّ ضلالا

في ظُلمة الشَعر يجهر

مع كونهِ جار نحرٍ

لكافر الليل ينحر

في طوقهِ الزُهرُ عقدٌ

بمطلع الفجر مَظهَر

يحكي عَمُودَ ضياءٍ

في ذروة الطُّور أنوَر

قد صار في قفر سينا

لآل يعقوب محوَر

وحلَّ في هيكل الحسن

للهداية مِنبر

تلتفُّ حول سناهُ الا

أبصارُ تعشو وتُبهَر

ما للواحظ غضبَى

تغزو السرورَ بعسكَر

تصل الصفاءَ بحربٍ

فيها الإِباءُ تَغَشَمر

ترنو الى الانس شزراً

يعود جمعاً مُكسَّر

تغدو القلوبُ هباءً

في الجوّ تُعقدُ عِثيَر

فالجفنُ يرمي سهاماً

والعينُ تسطو بأبتر

والهدبُ يوترُ قوساً

والكحلُ يستلُّ خنجر

فكيف كل جيوش ال

عروش لا تتقهقر

والبرُّ والبحر والكا

ئِنات لا تتحيَّر

بحقِّ أملاكِ عَرشٍ

بمهبط الوَحي تظهر

بحقِّ كل نبيٍّ

لله صامَ وكبَّر

بحقِّ الف وليٍّ

بالبعثِ والخُلد انذر

بحقِّ كلّ حبيسٍ

في مَعبَدِ القدس كَفَّر

بحقِّ تاج جمالٍ

بهِ سموتَ كقيصَر

بحقّ رمح قوامٍ

اصاركَ اليومِ عنتر

لقد نشات غزالاً

فكيف اصبحت قسوَر

هات الجواب والأَ

هذا الفؤاد تفطَّر

أطلتَ يا حلوَ هجري

فالعيش بعدك مَرمَر

قد صار قلبك بعد ال

فراق صفحة مَرمَر

أقمتَ في مصرَ شهراً

فقلتُ شامي تمصَّر

ألهَته آرام منفٍ

عن ذكر رامة عنجر

وخان عهد ودادٍ

بدر دمعي تسطَّر

وقد تناسى زماناً

من بهجة الروض انضَر

فصرتُ احسبُ عيشي

صحيفةً لا تُفسَّر

وحلَّ بي بعد صبري

يأسٌ أَملَّ وأضجر

فكان ما كان مني

وكلُّ شيءٍ مُقدَّر

والظنُّ بالسوءِ إثمٌ

والحقُّ يعلو ويَظهر

آليتُ من بعد هذا

الاَّ تراني مكدَّر

فاضرب بحقّك صَفحاً

ان المحبَّ ليُعذَر