ما رأى البدر حبيبي مرة

ما رأى البدرُ حبيبي مرَّةً

مُقبلاً الاَّ توارى واستتر

يستحى إمّا يراهُ مُسفراً

عن محيَّا زاهرٍ زادٍ أغَر

وهو مثلي أصفَرٌ بادي الضنى

شأنَ من يحيى لليالي بالسَهر

فكلانا عاشقٌ يشكو الجفا

يرقبُ النجم سهاداً للسحَر

بجمالِ الارضِ ينمو وَجدُهُ

وهيَ لا تُبلغهُ بعضَ الوَطر

هوَ يبغي منذ دهرٍ وصلَها

وهيَ تأبى في الهوى الا النظر

ان فلاطون قد أوحى لها

مَذهَباً قد سنَّهُ بينَ البَشَر

انما لحبُّ انفصالٌ واتصا

لٌ لشكوى او عتابٍ وسَمَر

مَذهَبٌ لا بأسَ فيهِ نما

لقلوبٍ من جمادٍ كالحجَر

أو لأجرام الفضا والبرّ وال

بحر والاشباح طرًّ والصُوَر

لا لمثلي من ذوي الحس الأُولى

يقدح الشوقُ باحشاهم شَرَر

بينما الحبُّ يريهِ جنَّةً

بنفاد الصبر يغدو في سقَر

كم وكم قبلي شهيداً في الهوى

كان عيناً صار بالهجر أثَر

يسرع الموتُ اليهِ مُقبلاً

واذا ابطأ باليأس انتحر

فاذا لم تُعطَ يا قلب المنى

دَعهُ لكن هل من الحبّ مفرّ

انما الحبُّ اضطراريٌّ فَمَن

لامَ معتوهٌ وذو العقل عَذَر