يا أيها العلم الذي عرجت به

يا أيها العَلَمُ الذي عَرَجَت بهِ

فوق المجرَّة والسماك قصائدُهُ

والكاتب العربيُّ مَن ملأَت حشى

الاوراق تثمرُ كالغصون فوائدُه

والعالِم النحرير ذو القلمِ الذي

قد كلَّلت هامَ الفخار فرائدُهُ

فنما بهِ العلمُ الصحيحيُ ومُتّنَت

في ندحة الأَدب الصريح قواعِدُهُ

عرَّبتَ عن هُومير اشعاراً زهت

حسناً طواها الدهر وهي خرائدُهُ

فكسوتَ قامتها طرازاً مُعلَماً

يبقى ولا تبقى البدورُ حواسدُه

ونشرتَها بين الملا أعجوبةً

في طيّ سِفر تستباحُ نواهدُه

حُورٌ على سُرُرٍ بسدرة منتهى

الاعجاز يعشقها العلى وتراوِده

ظلَّت لها الشعراءُ تنشدُ بهجةً

والافقُ يرقصُ والنجوم تساعده

والنهر صنجٌ والنسائم مَزهرٌ

والأيكُ عُودٌ والحمام ولائدوه

والارض سَكرَى والعُبَاب مُصفّقٌ

طَرَباً وألحاظُ الأثير تشاهدوه

والطيرُ يصدحُ والرياض مسرَّةً

تفترُّ عن ثغرٍ تضيءُ قلائده

والانس جنٌ والملائك خرَّدٌ

والجنُّ انسٌ والصفاءُ مَعَاهدُه

فكأنما الاكوانُ طراًّ هيَّأت

للمجد عرساً والسرور موائدُهُ

هذا هوَ الاثر الجليل ومظهرُ

الخلقُ النبيل فكلُّ شهمٍ

ما في البسيطة للمعارف منهلٌ

عَذبٌ صفا الاَّ وطبعك رائدُه

وَصَفُوكَ في صفحات كلّ مجلةٍ

وصفاً حَلَت للظامئينَ مواردُه

وتزاحم الخطباءُ في ساحات مَع

هدكَ الذي زَهواً ترنَّح قاصِدُه

جمعوا فاوعوا في الخطاب وابدعوا

لكنَّ وصفك لن تُنالَ شواردُه

لما رأيتُك في جهادكَ مُفرَداً

يهوى العظائمَ والظروف تعاندُه

الجدُّ يركض خَلفهُ وامامهُ

تمشي الحصافة والذكاءُ يعاضدُه

ماضي العزائم لا يردُّ شكيمةً

حتى تنولهُ المرامَ سواعدُه

أيقنتُ انك مِحوَر الامالِ و

الأعمالِ في عصرٍ يراعكَ قائدُه

فاهتك حجاب النثر انك عضُبهُ

واضرب بصدر الشعرانك والدُه

واثر شعاعَ الفضل انك قُطبُهُ

وارفع سرير النبل انك ماجدُهُ

واعلم وعلّم واستفِد وأفِد وفُز

واسلم لهذا الدهر انك واحدُه