أبحث عنك

يوم رحل…

وبوسط قلبي لهفةٌ لمّا تزل…

عشقي وفي غربة روحي

هل من القلب ارتجل..؟

أين رحل.. أين جفل؟

في أي أرضٍ قد نزل؟

عشقي المقيم..

ويظل يقتلني الحنين إليك في الليل البهيم..

عشقي العظيم..

أخشى انحنائي..!

***

وأظل أبحث عنك في كل الدروب..

في الغيمة الزرقاء..

في الأنواء..

في شفق الغروب..

في شجر الصبارِ.. فوق الماء..

عند حديقة غناء..

في جذع رطيب..

وأخاف أن يأتي المغيب..

ولا تؤوب..

وأخاف أن يغزو المشيب..

ولا تُنيب..

وأخاف يا مالك أحلامي وعمري..

ومؤانسي وضياء فجري..

ومغادري عند المساء..

ألاّ لقاء..

وأظل أرتشف الغياب ولا أتوب..

ولن أتوب..

وخالقي، لا لن أتوب..

لو كنت لي ملء السماء من الذنوب..

فلن أتوب..

فمتى نعود..؟

ومتى ستوفين العهود؟

أولم نقم يوماً بتقسيم الوعود..؟

أوما وعدتِ بأن تغار الشمس من أحلامِنا..

وكلامُنا..

وسلامُنا عند اللقا..

ماذا يكون؟

أولم أعدكِ بأنني أبداً معك..

وبأن أعيش كقبلةٍ في مبسمك..

ونعيش كالأقدار لا تخبو شموع حنيننا..

يرضيكِ يا ست النساء؟

يرضيكِ يا أحلى النساء؟

يرضيك يا أغلى النساء؟

يرضيكِ أن يصبح ما بيني وبينكِ كالهواء؟

يرضيكِ أن نصبح قوساً بعد ماء؟

ولا نعود؟

وأعود أبحث عنه في كل الدروب..

وأجرجر الخيبة خلفي في المساء..

وخيال سيدة النساء..

لا يستفيق..

وخيال فاتنة النساء..

يطلُّ من جوف الحريق..

وتلفني بالليل أوجاع الطريق..

وتمزق الأشواك جسمي وهناً..

كالموج لا يرحم آهات الغريق..

وتطير أحزاني..

فلا ترجع إلا بدمي..

وحشرجات بقيت من ألمي..

ودمعةٍ حائرةٍ ثكلى..

تزيّن معصمي..!