أمنيات الليلة الأخيرة

يا ليلُ مهلاً إنَّ وعدكَ قد أزِفْ

لا تمضِ.. دعنا في سكونك نلتحفْ

لا تغفُ يا ليل الضياءِ فإنني

في حضن من أهوى وحيدٌ أرتجفْ

أمهِل محبّاً قد تناءت أرضهُ

ودَع القلوب من الجداولِ ترتشفْ

دعنا نطوف الكون في ولهٍ معاً

ونراقب النجم البعيد بلا هدفْ

يا ليلُ يا وجهاً ضحوكاً صارخاً

يا تحفةً ليست كما باقي التحفْ

يا ليلُ أحييت الوجود بضحكةٍ

وشفيت عيناً من دموعٍ لا تجفْ

وسقيتنا حتى روينا بهجةً

وسعادةً.. من يائها حتى الألفْ

فبأيّ شيءٍ نحتفي فرحاً بمبـ

ـسمك البهيّ.. وفرحنا لا يتّصفْ

ما لي أرى كل النجوم ترادفت

حتى على الجوزاء إن شئنا نقفْ

ما لي أرى الدنيا كطفلٍ باسمٍ

ما عاد يستجدي مزيداً من ترفْ

ما لي وللأحزان أحملها معي

كسفينةٍ مع كل موجٍ تنجرفْ

أتضمنا بالليل ألف حكايةٍ

ويسوقنا بالصبح دربٌ مختلفْ

أوَكلما فنِيَت جحافلُ بؤسنا

هطلت بموسمنا ملايين النُّطفْ

يا ليلُ.. ما نفعُ اللقاءِ.. وحزننا

كمآتمٍ من كربلاء إلى النجفْ

يا حزنُ أمهلنا فإن قلوبَنا

تَعِبت.. وإن الليلَ يا حزنُ انتصفْ

نلهو كأطفالٍ ولا ندري بأنّ

الموت يعدو قبلنا.. يا للأسفْ!