أنت الخيال

إني أحبكِ لو ترين– محبةً

أخشى تفاقمها إلى الإشراكِ!

حباً عميقاً لا يرامُ فناؤه

حباً بلا وعيٍ ولا إدراكِ

يا للغرابة أن يروقكِ صمتُنا

ويلَذ للنظرات أن تعصاكِ

إن شئتِ أسميتِ المحبة لعبةً

أو شئتِ نصَّبت الهوى مولاكِ

أخشى على نفسي غراماً ظالماً

وأخافُ أن يقتادني لهلاكي

أخشى جفونكِ أن تدمّر مهجتي

ياحلوةَ الأهداب كم أخشاكِ!

يا من لها عرشُ الجمال بأسرهِ

كيف الهروبُ.. وعالمي عيناكِ؟

عيناكِ لؤلؤتان صعبٌ نيلها

يزهو بلمسِ بريقها جَفناكِ

سبحان من صاغ العذوبة والطفو

لة فيهما.. سبحان من سوّاك

كم أحسد الأقداح ترتشفينها

إذ عانقَتها قرب فيكِ يداكِ

والوجنتان حديقةٌ محميةٌ

قد حَفّت الأزهارَ بالأشواكِ

ياحمرةَ الخدِّ البهيِّ.. تمهّلي

أبدمِّ قلبي خالقي روّاكِ؟

أوَتقتليني بعدما أيقنتِ أنـ

ـي في إساركِ هالكٌ.. رُحماكِ!

يا جور قهقهة الرياح بمهجةٍ

لم يروِها إلا السحابُ الباكي

أأموتُ ظمآناً وثغرُكِ يانعٌ

والقلب لا يرمي إلى سلواكِ

أنتِ الخيال فليس لي من واقعٍ

أنا ليس لي في عالمي إلاّكِ

قد مرّت الأعوامُ من عمري ولم

أعرف لها طعماً بلا رؤياكِ

فمحوتُ من ورق الهويةِ مولدي

وكتبت ميلادي بيومِ لقاكِ