السر الأعظم

سألقاكِ حين تنام العيون

وحين يعمُّ الرياضَ السكون

وحين ضجيج المصابيح يخبو

فلا ينظرون ولا يشعرون

وحين تُطل النجوم علينا

ونحن بلا وجهةٍ سائرون

نسابق أحلامنا المترفاتِ

فمن ذا يرانا ونحن الجفون!

ونروي الغيوم فتهطل شوقاً

ونعزف بالليل أحلى اللحون

ونصرخ فيهم.. دعونا فإنّا

سنبقى كما نحن أو لن نكون

إذا كان حلماً.. فلا توقظونا

على بؤسكم أيها النائمون

ويا وردة الليلِ.. منذ وُجدتِ

ورهبانُ معبدنا حائرون

تُراكِ خُلقتِ من النور أم من

حفيف الرياح ولونِ المزون؟

أوجهُكِ هذا.. أمِ الشمسُ والنـ

ـاس في فَلَكٍ حولهُ يسبحون!

أعيناكِ هذي.. أم الأنجم انتثـ

ـرت ذات ليلٍ فصارت عيون؟

أثغركِ أم نار شوقٍ تلظَّى

ونحن بما أُنزلت كافرون

أنهداكِ أم غابتان من الور

دِ غطى مياسمها الزيزفون

هي السرُّ ليس يضاهيه شيءٌ

ونحن بمحرابها ساجدون

يدّسون أعينهم كل ليلٍ

ويأتي الصباحُ ولا يعرفون

يظنون بيني وبينكِ بيدٌ

وفي كل ليلٍ تخيب الظنون

وفي كل ليلٍ سنغفو سكارى

من الحب.. يا ليتهم يعلمون!