بانتظار قميص يوسف

ألا يكفيك قلباً منهكاً تعِباً..!

ألا يكفيك أني قد لقيت الضيم والنَّصبَ..

ألا يكفيك أني بانتظار الغيمة الزرقاء..

مذ سافرت عن وطني..

ومذ صارت حكاياتي..

تمزقها بلا وهنِ..

لتقتل بسمةً بقيت..

بوجهٍ آفلٍ شحبَ..!

ألا يكفيك أني بانتظارك..

بانتظار الريح..

تحمل في ثناياها..

بقايا النار..

تحصدني..

وتفضي عالمي حطباً..!

***

يسائلني فؤادي عنكِ..

تسألني عيوني عنكِ..

يقتلني حنيني كل يومٍ..

تنشدُ الدمعات حتى.. عنكِ..!

قولي.. ما أجيبهمُ..!

وما ردي..

إذا غابت ذيول الشمس..

وانسكبت نجوم الليل تترى..

يسألوني عن خليلتهم..

ولم آتِ بقبسٍ منكِ..!

قولي..

كيف أحيا..!

والحياة تشد أذني..

والحنين يطل شوقاً كل حينٍ..

والفؤاد غدا كظلٍ ليس يورف..

والعيون العُمي ثكلى..

بانتظار قميص يوسف..!

***

قد عدونا بحلمنا كل ليلٍ

فسبَقنا دقائقِ الإصباحِ

وملأنا الحياة لحناً بديعاً

وطوينا الغيوم طيّ الوشاحِ

وغفت أعين الرقيبِ وضُجّ الـ

ـكون من وقع شوقنا النضَّاحِ

وتمادت أوهامنا فانتبهنا

وانذرى حلمنا كذري الرياحِ

وصحونا وحزننا يعتلينا

والمنايا تلوحُ كالأشباحِ

وتناءت أجسادنا فاستراحت

ونما الحزن في ثرى الأرواحِ

هكذا تضحك الحياة علينا

وتخيب الظنون كل صباحِ

***

غداً نلتقي رغم أنف الحياة..

ونجمع أحلامنا المشتهاة..

غداً سوف نصحو..

على وقع أغنيةٍ منتقاة..

ونشرب صُبحاً رحيق الشفاة..

غداً ستلجُّ الزغاريد في حيِّنا..

ونرقص زهواً..

ونضحك دهراً على غيِّنا..

غداً لا دموع ستهطل..

ولا حنظلاً في القلوب سيحقل..

غداً يستعيد الزمان صباه..

ونضحك رغم فحيح الوشاة..

بصوتٍ مجلجل..

غداً يُنشد الكون أحلامنا..

وتشدو السماءُ بأسمائنا..

وتنمو الكرومُ بفنجاننا..

غداً يا حبيبي..

ألست تراه؟