تلمود الحياة

لا تستري شوق العيون فإنها

عمَّا حَوَته قلوبنا لَتقولُ

لا تخجلي ودعي البحارَ تموج من

ولهٍ.. وغيمات السكون تسيلُ

ومُرِي السماءَ فتنحني للقائنا

ومُرِي الجبال الشامخاتِ تميلُ

واستوقفي اللحظات حتى نرتوي

فكثيرُها عند اللقاءِ قليلُ

يا ليلُ دعنا فالحديقةُ أزهرت

ونمت ورودٌ دونها وحقولُ

لا تمضِ يا ليل الأحبّة إنّني

سأبيتُ في أحضانها يا ليلُ

وَلَهي.. أفيكِ يُلام حرفي والحديـ

ـث بوصف حبك والمديح يطولُ؟

إنّي أحبُ فلا تلمني في الهوى

فالقلبُ ليس له سواكَ خليلُ

إنّي أحبُ وهل لمثليَ سلوةٌ

أم هل لقلبيَ في الهوى تبديلُ

الحب ضوء الله في أجسادنا

لولاه ما هذا الوجودُ جميلُ

الحب تلمود الحياة ودينها

والنور والتوراة والإنجيلُ

وأنا نزارُ اختارني فكأنني

يا حبُّ بين العاشقين رسولُ!

يا حلوة العينين كيف يهزُّنا

حسَدٌ.. وما للحاسدينَ سبيلُ!

منذ اليدينِ تلاقتا واهتزَّتا

ما ابتلَّ من وجعٍ لنا منديلُ

لا شاطئاً نرسو به سيمَلُّنا

لا موعداً نهفو له سيزولُ

لا أحرفاً تختالنا.. تغتالنا

لا خنجراً في وجهنا مسلولُ

هذي الحياة تشدُّنا فتمسَّكي

إنّي على أعطافها محمولُ

هذي الحياة لنا.. فلا تتمهَّلي

لقد ابتدا يا حلوتي أيلولُ

هذي الحياة لنا.. سنحياها معاً

حتى ينام مع الدجى القنديلُ

يا ربَّة الحسنِ البهيِّ تَوقَّدي

مهما عَلَتْكِ زوابعٌ وسيولُ

يا ربَّتي.. شُدي وثاقَ مَحبَّتي

لأموتَ.. إنِّي في هَواكِ قتيلُ