نار وغناء وسمر

أنتِ المُقام.. وغيرُكِ السفرُ

ولكِ الفؤادُ.. ودونكِ النظرُ

يا حلوتي.. أتُراكِ راحلةً؟

أوَترحلُ النجماتُ والقمرُ؟

أتملُّ أزهارٌ حديقتها؟

أوَتختفي الأصدافُ والدررُ؟

أتُمزق الأيامُ ليلكتي؟

وعبيرها أتُراه يندثرُ؟

هل غادرت أرتالُ قافلتي

من قلبكِ الشفَّاف يا سمرُ؟

قد نلتِ من قُببي ومئذنتي

ما لم ينل جنٌّ ولا بشرُ

وغزوتُ خندقكِ الحصينَ فكم

جندٌ لنا بالليلِ قد حضروا

لم يطفئوا ناراً لنا وقدت

كم حاولوا –حسداً وما قدِروا!

قد صرتُ أنتِ.. وأنتِ صرتِ أنا

كبحيرةٍ قد بلَّها المطرُ

واليوم تنوين الفراقَ إذاً!

وقلوبنا بالشوق تستعرُ

فهجرتِ حتى صرتِ بوصلتي

أهفو إليكِ ودوننا سفرُ

قلبي وإن مكروا يكذَّبهم

أتصدقين اليوم ما مكروا!

إن تُنكري حبي مكابرةً

أو تجهليهِ.. فبيننا الصورُ!

أو ترحلي عني.. فيا وجعي

من وِزرِ وازرةٍ وما تَزرُ

أو تهربي مني مسافرةً

لن تهربي مني.. أنا القدرُ!