أبا الخير المفيد لكل خير

أبا الخير المفيدَ لكلِّ خيرٍ

وكاسىَ نُبْلهِ ريشَ الصوابِ

ومن ألقى إليه الناسُ طرًّا

مقاليدَ الكتابة والحسابِ

ومن إن شاء إنشاءً بليغا

فليس يَعُوزه فصلُ الخطابِ

فضائلُ يُنسَب الإحسانُ فيها

كما نُسب القِطارُ إلى السحابِ

أرانا كلَّ معجِبةٍ إلى أن

أرانا عنده لونَ الشبابِ

مِدادا إن تضمَّنه محلٌّ

ظننتُ مقرَّه وكرَ الغرابِ

فما أدرى أمن كُحلٍ مُماع

تجسَّم أم دُجَى ليلٍ مذابِ

تقولُ اللِّمة الشمطاءُ لمّا

رأته ليتَ هذا من خِضابى

وقد أزِفَ الرحيلُ فلا مقامٌ

سوى شدّ الرِّحال على الركابِ

إلى ملكٍ توسَّط بين بَرٍّ

وبحرٍ طافحٍ سامى العُبابِ

فلستُ بواجدٍ فيه أنيسا

سوى الحيتان تُقرنُ بالضِّبابِ

فزوّدْنى من الأنقاسِ قدرا

يقوِّتنى إلى حين المآبِ

فإن أسعفتَ بالأقلام مَنًّا

فما يغنى الطعامُ عن الشرابِ