ما زال يكشف عنى كل طارقة

ما زال يكِشف عنّى كلَّ طارقةٍ

ما خوَّل الله من صُمِّ الأنابيبِ

إن أمطرتْها بنانٌ جاش غاربُها

على المهَارقِ منهلَّ الشأبيبِ

حتى بلغن إلى الغاياب حاسرةً

هُتْمَ السنابكِ من بدءٍ وتعقيبِ

واحتضَرتْها المُدَى نحتاً وقد فُلِقتْ

هاماتُها بين تصعيدٍ وتصويبِ

فعادَ من طول ما يسِرى عَشَنَّقُها

مدغَّما بين أطرافِ الرواجيبِ

وعندك الدوحةُ العلياء تُنبِتها

مَنابت النبع في شُمّ الشَّنا خيبِ

فقُدْ غلىَّ جيادا من ضوامرِها

صمَّ السنابكِ سَبْطاتِ الظَّنابيبِ

تختال في حَبِرَات الوشى تائهةً

على متون العوالى والقواضيبِ

لو أن بعض غصون الأيك أشبهها

ألهى الحمائمَ عن شدوٍ وتطريبِ

ولو يبايعني الخَطِّىُّ أنْفَسه

لم أعطِه شطرَ أُنبوبٍ بأنبوبِ

وحَملُ كفّى على الأقلام تُرسلها

يطلب حملى على الجُردِ السِّراحيبِ

لا يملِك الفارسُ المغوارُ شِدتهُ

ولا بسالَته إلا بمركوبِ