أرض أخرى

إنْ قلْتُ:

وجهُكِ بيدرٌ من حِنطةِ الرؤيا

وعيناكِ اللغاتُ..’

هل يصَدقُني الرُّواةُ ؟

وإذا (رفَعْتُ) لطقسِ وعدِكِ دعوَةً

و(نصبْتُ) قُدّاساً لشمسكِ

ثمّ (كسّرْتُ) الدّجى لأشِيدَ صبحكِ

هل سيرحَمُني النّحاةُ ؟

ما همّني خَفَرُ الكلامِ

ولا سيوفُ الناقدينَ

القابعينَ على الهوامشِ

سوفَ أكتبُ ما أحسُّ

فلي بياضُ الحلمِ

في تختِ الخواطرِ

لي حروفٌ لا ترى حدّاً لِأفْقِ جناحِها

لي غابةُ المعنى ..

هناك السحرُ يُمْطِرني

وتكتبني بحكمتها.. الحياةُ

وهناكَ لي حريّة الأوطانِ

أعدو خلفَ غزلان القصائدِ

أقطفُ الأفكارَ من شجر التجلّي

أشربُ الألحانَ من ماءِ البلابلِ

تلكَ أرضُ عذوبتي

مذْ عِشْتُ فيها لم يقيّدْني جدارٌ

لمْ يخدّرْني سُباتُ

ولاّدةٌ ..

لا عقمَ يخرِسُ خِصْبَها

قدسيّةٌ ..

ما دنّستْ ينبوعَ فِتْنتِهِا الطغاةُ

و إلى إلهِ حقولهِا

سأظلُّ أبتهِلُ المواسمَ

حاملاً قربانَ شعري

و انطفاءَ الشكِّ في نجوى يقيني

كي يكافئَني بأقمارِ الخيالِ

وجرأةِ الأنهارِ

و الفرحِ المشاغبِ

كلّما اشتعلتْ بأقلامي

لحضْرتِهِ ..الصلاةُ