اذا لاح ذاك الوجه وابتسم الثغر

اِذا لاحَ ذاكَ الوَجهُ وَاِبتَسَم الثغر

فَالى في التَأخير عَن عِشقه عُذر

مَليح اِذا عايَنت لين قَوامه

عرفت الَّذي من أَجلِه تقتل السمر

أَما وَالهَوى لَولا فُتور رَأَيته

بِعَينَيه ما حَققت انهما سحر

وَلَولا ذُهولي عِند تَقبيل ثَغره

لما صح عِندي أَنّ ريقته خمر

نعمت بِه دَهرا عَلى رُغم حسدي

بلذة عيش لا يَكيفها فكر

وَكَم صُمت عَن لَذّات دَهري عِفّة

عَلى أَنَّه كَم لي عَلى ريقه فطر

وَكَم شَق أَنواب الدياجي وَزارَني

وَكل لَياليه اِذا زارَني قمر

وَكَم مال نَحوي ذلك الغُصن وَاِنثَنى

وَما لي عَنه عِند ما يَنثني صَبر

وَكَم انسه اذبات عِندي وَساعدي

وَسادَته وَالصدر يَشهد وَالنجر

وَكَم لذة قَد نِلتَها مِنه جَهرة

وَلا خَير في اللّذات من دونِها ستر

يَصدّ دَلالا ثُمَّ يَعطف رقة

وَيَغضَب تبها ثُمَّ يَرضى فَيَفتر

وَيا طالَما متعت بِالجيد ساعدي

وَما صَدّني اِثن وَلا عاقَني وَزر

وَقُلت لزهدي اِرحَل وَلِلرّشد لا تَقم

فَحُكم الهَوى جتم وَسلطانه قَهر

وَبتنا كَما شاءَ الغَرام بِحالَة

تَغارُ لَها الجوز وَيَغبِطُها البَدر

وَما بَينَنا أَستَغفِرُ اللَهَ ريبَة

عَلى أَنَّهُ كَم ريبَة كُلَّها أَجر

أَعاتيه حَتّى يَكادُ من الحَيا

بر وَمنة ذاك الخَد يَلتَهِب الجَمر

وَأَنكر وَجدى ثُم أَشكو صدوده

فَتَخجله الشَكوى وَيُضحِكُه الفِكر

رَعى اللَه هاتيكَ اللَيالي فَكَم لَها

أَيادي عِندي لا يَقوم لَها شُكر

لَيالي أَعطيب الغَرام أَعنتي

وَلَم يَبقَ عَندي في نَهى وَلا أَمر

وَسلمت قَلبي لِلصَبّابَة وَالجَوى

وَما راعَني عَذل وَلا عاقَني زَجر

تَمُرّ اللَيالي وَالحَبيب مسامري

فَلَم أَدرِ ماتَ العام أَو سلخ الشَهر

وَما لي لا أَصبو اِلى اللَيل صَبوَتي

وَذلِك لَيل بِالهَنا كُلُّه فَجر

لَيال مَضَت لَولا أَبو عمر لِما

تمنَّيت أَن يمتَدّ لي بَعدَها عمر

همام لَه في كُل دَهماء همة

بِاِسلافة الاِشراف يَتبَعها النَصر

عَلَيكَ بِهِ يا خائِفاً رَيب دَهره

فُساحته أَمن وَراحته بحر

وَسَل عَنهُ ماء المزن أَو نسمة الصِبا

فَعِندَهما عَن طيب أَخلاقِه خبر

لقاصد من وجهه نظرة الرِضا

وَمن لَفظه البُشرى وَمن لحظه البَشر

رُوَيدَك يا مَن رامَ حَصر صِفاتِه

مَحاسِنَ آل البَيت لَيس لها حَصر

مَحاسِن لَو شمت لا غنت بِطيبِها

عَن المِسكِ أَو صيغَت لما عرف الدر

أولئك قَوم لَيسَ يُحكى فَخارهم

فَخار وَلا يَعلو عَلى قَدرِهِم قَدر

وَهب أَنَّني بِالغت في المَدح طاقَتي

فَما قَدر مَدحي بَعد أَن مدح الذِكر

أَبى عمر يَكفيكَ عزا وَسونددا

وَرَفعَة قَدر جَدّك الطاهِر الطهر

عجِبت لِقَوم يَرمِقون اِلى العُلا

وَاِن العُلا بكر لها بيتكم خدر

وَكَم حاوَلوا اِن يَلحقوك وَبَينَهُم

وَبَينَك عَبد اللَهِ فيما أَرى عسر

فديتك من ذي هيبَة متواضع

لاحبابِه حلو لا عدائه مرّ

بِك الدَهر عَبد الله جادَ وَطالَما

بمثلِكَ عَبد الله قَد بخل الدَهر

وَهيهات يلقى الدهر بعدك سيدا

له شَرف من دونه الانجم الزهر

أَعدت لاهل الدهر رَونَق دَهرِهِم

بعرس له في كل قَلب اِمرىء سر

بِروحي أَفدي ذلِكَ العرس كَم حَوى

سُرورا وَكَم شَخص به ناله جبر

تحاشته أَنواء السَماء مهايَة

وَلَولا نَدى كفيك نقطه القطر

ملأت به كل القُلوب مسرّة

وَتاهَت عَلى كُل البِلاد بِهِ مِصر

وَحزت به مجدا وَفخرا وَسوددا

فارّخته لِلسَّيد الماجِد الفَخر

فَلا زِلتُ في عز مَنيع مُمتعا

بنجلك لا يَعروك سوء وَلا ضَرّ

وَلا زِلت ذُخري يا شَريف وَملجىء

وَحَسبي من دُنيايَ أَنك لي ذُخر

عَلى جَدّك الهادي البَشير تَحية

تَليق بِهِ ما غَرَّدت في الربا القَمر