ان عجتما باللوى يا صالحبي سلا

اِن عجتما بِاللَوى يا صالحِبَيّ سَلا

عَن مَعهَد ما رَآه مُغرَم وَسلا

أَو جِئتُما سحرا ذاكَ الحمى فقِفا

وَسلما لي عَلى رُبع غلا وَعلا

يا صاحِبي وَان أَبصرتُما طللا

فَحدّثا بِغَرامي ذلِكَ الطَلَلا

وَاِستَبكِيا رَسم دار طالَما اَضحكَت

ثُغوره اِنثَنَت أَغصانَه ميلا

من لي وَمُهجَتي الحراء خائِنَتي

وَمدمَعي كُلَّما قُلت اِنكَفف هطلا

كَم لَوعَة أَتَلَقّاها بِحُسن رِضا

وَكَم غَرام دَعا قَلبي فَقَبِلت بَلى

وَكَم عَذول تَلا كتب المَلام عَلى

سَمعي وَلكِنَّني لَم أَدرِ كَيفَ تَلا

فَيا رَعى اللَهُ أَيّاما ظَفَرتُ بِها

قَد بَلَغَتي من لِذّاتي الأَمَلا

كَأَنَّما سَمَحَ الدَهر الخؤن بِها

سَهوا وَلكِنَّهُ لما دَرى بَخلا

في ذِمَّة الدَهر اهداكَ الزَمانُ فَكم

اِهدى وَأَسدى وَأَعطى في الغَرامِ اِلى

يا لَيتَهُم حَمَلوا اِحشاي طاقتها

أَو لَم يَزيدوا فُؤادي فَوق ما جَلا

أَو لورعوا نَفا لَم يَرع غَيرهم

أَحبهم وَأَضاعوا حبه هملا

يا عاذِلي لا تطل فَالقَلبُ في شُغل

من الصَبابَةِ عمن لامَ أَو عذلا

كَف المَلام فَسُلطان الغَرام قَضى

وَكل ما شاءَ في شَرعِ الهَوى فَعَلا

وَأَنتَ تَعلَمُ اني مُذ كلفت بِهِم

لا حَولَ لي في تَصاريفِ الغَرامِ وَلا

وَيا رَفيقي في دَعوى الغَرامِ أَقِف

فَلَستُ تعلم بَعدي ما الذَّي حَصَلا

يا سادَتي وَأَنا الصب الصَبور عَلى

حكم المَحَبَّةِ جار الحُبّ أَو عَدلا

صَلوا وَدادي وَاِن شِئتُم فَلا تَصلوا

فَلَستُ عَن حُبِّكُم وَاللَه مُنتَقِلا

اِن أَعرَض الطَرف عَنكُم كانَ مُلتَفِتا

اِلَيكُم وَضيقتموا في وَجهي السُبُلا

كَيفَ الخَلاصُ وَقَد أَوسَعتُموا كَلفى

بِكُم وَضَيَّقتُموا في وَجهي السُبُلا

أَنا المُحِبُّ فَاِن لَم تَسمَحوا بِلُقا

يَشفى الفُؤاد فَلا تَستَبدِلوه قَلا

وَحق صدق وُدادي في مَحَبَّتِكُم

وَطيب عَيش حلا دَهرا بِكُم وَخَلا

وَلَوعَة لَو وَعى طَرفي بِوادِرِها

ما سارَ مَدمَعَهُ في حُبِّكُم مَثَلا

ما اِن سَمَحت بِروحي في الهَوى وَأَنا

أَريد بَعدَكُم يا سادَتي بَدَلا