بروضة هذا النظم نزهت ناظري

بِرَوضَة هذا النُظم نزهت ناظِري

وَسَرحت فيه طرف قَلبي المُتَيَّم

فَأَلفَيتُه بُستان فَضل تَرَنمت

بِه صادِحات العلم خَير تَرنم

وَجلت بِذهنى في مُعانيه فَاِنثَنى

عَلى ضُعفِه مِثل الحسام المُصَمصَم

تحير فِكري فيه أَما مذاقَه

فَحلو فَرات سائِغ لِلتَعَلُّم

وَأَما مَعانيهِ فَتِلكَ بَذيعَة

تَلوح بِفَرق أَو بِوَجه مُقسم

عَلى مِثلِهِ فَاِليُنفِق المَرء عُمرُه

فَما هُو الا عَقد دُرّ مُنظم

عَلَيكَ بِهِ اِن رُمت كَنزا مُلسِما

فَما كُل كَنز مِثلُهُ بِمُسلِم

وَقه عَلى ما أَبرَزت من مُؤلف

بَد الدَهر تَلق الفَضل لِلمُتَقَدّم

وَسَل عَنهُ أَهل الفِقهِ اِن رُمت فَضلَه

فَكُل جَهول عَن مَحاسِنَهُ عم

عَن البَحر حَدّي اِن تَطلبت دُرّه

وَبِالفَضل أَو بِالفَصل ما شِئت فَاِحكُم

بِعَشر جَماد أَوّل كان نُسخَة

بِعام لَه تاريخ مَجد مختم

فَلِلَّهِ ما أَحلاه نُظما وَرَقة

وَاِحكام أَحكام بِغير تَلَعثُم

الهي فَاِعفُ عَن مؤلفه وَكُن

لَهُ مُلجَأ من حُرّ نارِ جَهَنَّم

وَأَسكَنَهُ في جَنّاتِ عَدن تَكَرُّما

فَأَنتَ الَّذي ما زِلت أَهل التَكَرّم

وَصل عَلى طه الَّذي شَرّفت بِهِ

مَعاهِد بَدر وَالحَطيم وَزَمزَم