بلبل الأنس حين أقبلت غرد

بلبل الأنس حينَ أَقبَلَت غَرّد

يا عَزيزاً في عَصرِه قَد تَفَرّد

وَالسُرور الَّذي لِبُعدِك وَلى

عادَ مُذ جِئت سالِما وَتجدّد

يا فَريدا جَمَعت شَمل المَعالي

بَعد أَن كانَ شَملُها قَد تَبَدّد

اِنّ دَهرا أَفادَنا مِنكَ قُربا

بَعد بعد دَهر عَلَينا لَهُ النيد

فَهنيأ لَك الزِيارَة وَالحَج

وَنَيل المُراد في كُلّ مَشهَد

قِف وَطف واسِع وارِم بِالعِز وَالنَص

ر جار الرَدّا عَدا وَحَسَد

وَاِدخُل البَيتَ آمِنا مُطمَئِنّا

وَاروعن زمزم الزَلال المُبَرّد

ثُم عُد سالِما لَنا وَاِلَيهِ

كُل عام تَعود وَالعود أَحمد

وَأَعد مَجلِس الحَديث الَّذي كا

نَ بِعلياك عَقد دَرّ منضد

مُفرَد العَصر مِن يُضاهيكَ فَخرا

وَلَكَ الفَخرُ في الحَقيقَةِ يُسنَد

قَد رويت العُلا عن اِبن كَثير

بِصَحيح من لَفظِه أَو بِمَسند

وَنَشَرت الهَوى بِمِجلس فَضل

لَك فيهِ الفُخار بِالجِدّ وَالجدّ

لَكَم مِنّا في كُل وَقَت دعاء

وَثَناء يَفوح بِالعَدّ وَالنَدّ

وَلَنا مِنكَ مَجلس فيه نور

كل مِن جاءَ بسود وَيسعد

كَم جَمَعنا فيه مَثاني فَضل

وَسَمِعنا فيه مَغاني معبد

وَاِقتطفنا من روحِه ثَمرات

قَد تناهت فَليس بحصرها العد

يا رَعى اللَهُ مَجلسا أَنتَ فيه

بَينَ أَهلِ الكَمالِ وَالعلم فَرقَد

مَجلس فيه أَنت بَدر مُنير

وَالاحاديث فيه حَولك تسرد

وَشُيوخ الحَديث ما بَينَ راو

عَنك أَو سامِع بِفَضلِك يَشهَد

قَرّ عَينا فَأَنت لِلمَجد أَهل

أَبَدا لِلّهِ ذا الفُخار وَأَبد

حازا سلافك السِيادة قَدما

ثُم آلَت اِلَيكَ بِالفَرضِ وَالرَد

يا لَها من سِيادَة أَرّخوها

يوسف العَصر لا تَزال مسيد

زادَك اللَهُ كل مَطلع شَمس

نعما لا تَزال بِالشُكر تَمتَدّ