على فقد مثلك تبكى العيون

عَلى فَقد مِثلَكَ تَبكى العُيون

وَتَجفو لَذيذ المَنامِ الجُفون

يُهَوّن فَقدك عنا الخلى

وَكَيف يُهَوِّن ما لا يَهون

لَقَد خانَنا فيكَ هذا الزَمان

فَلا كانَ هذا الزَمان الخؤن

فَوا أَسَفى كَم سَهِرت الدُجى

وَأَبرَزت سِرّ الجَمالِ المَصون

وَأَوضَحت لِلطالِبينَ الهُدى

وَلَيتُكَ أَتمَمتَ ما يَطلُبون

رَمَتكَ المَنون عَلى غُرّة

فَما أَخطَأتُك سِهام المَنون

طَنناك تُبقى لِنَفع العِباد

فَخابَت بِمَوتِك تِلكَ الظُنون

فَبِاللَهِ قِف ساعَة يَشتَفى

فُؤاد لِفَقدِكَ فيهِ شُجون

لَقَد سِرت نَحو السَرى مُسرِعا

وَخَلَفت أَهلِكَ لا يَفقَهون

وَلَيتُكَ وَاِعدتهم عودة

وَهيهات هَيهات ما يوعَدون

رُوَيدُكَ لا تَرتَحِل عاجِلا

فَعَنكَ الاحِبَّة لا يَصبرون

عَلَيكَ من اللَه سَحب الرِضا

وَرَوّى ثَراكَ سِحاب هتون

وَأَزكى صَلاة عَلى الهاشِمِيّ

ما هَب ريح وَمالَت غُصون

كَذا الآل وَالصَحب ما أَنشَدوا

عَلى فَقد مِثلِكَ تَبكي العُيون