أبعدتم بعد الدنو مزارا

أبعدتُمُ بعدَ الدُّنو مزارا

وسَلبتُمُ الصَّبرَ الكَئيبَ قَرارا

وجَفَوتُمُ بُخلاً ولمَّا جُدتُمُ

صَيَّرتُمُ سُحبَ الدُّموعِ غزارا

وَرأَيتُم أنَّ البعادَ يزيدُنا

كلفاً بكُم فأَخذتُمُوهُ شعارا

وعلمِتمُ أنَّ الفُؤاد لِبينكُم

ذُو لَوعَةٍ وَمنحتمُوهُ النَّارا

ومنَعتُمُ الطَّيفَ الطَّروقَ زِيَارةً

ما ضرَّكُم من طيفِكُم لو زار

للهِ أيَّامُ الصَّريمِ تَصرَّمت

وَهي التي كانت لَنا الأَعمارا

وَلقَد بَكيتُ ليالياً طالت وقد

كانت بساعاتِ الوصالِ قصارا

وَلَّت وكانت مِثل ليلٍ طارِقِ

ما سَرَّ مِنهُ القربُ حتَّى سارا

يا أهلَ نجدٍ هل لأيَّام النَّقا

من عودةٍ فَيرَى الأُهَيلُ الدَّار

ونُجددُ العهدَ القَديمَ على الحِمى

فنقُصُّ في جُنجِ الدُّجَى أسمارا

وَنقولُ قَد أَضحى الزَّمانُ مُساعداً

لا ناكِثاً عَهداً ولا غَدَّارا