أتفهم ما تقول لك الجنوب

أتفهمُ ما تقولُ لكَ الجَنوبُ

وليسَ لسانَها إلاَّ الهبُوبُ

تقولُ أنا الرَّسولُ إليكَ سراً

بما قد كانَ شافهَني الحَبيبُ

أَتيتُ ومنه في بُردي حديثٌ

له أرَجٌ على عِطفي وطيبُ

فملتُ وقلتُ من طَربي وسُكري

أتيتَ بما تُسرُّ بهِ القلوبُ

ترى ذاكَ الحبيبُ درَى بأنيِّ

يغيبُ الأُنس عنِّي مُذ يغيبُ

وأنِّي بعدهَ في العيشِ مالي

ولا في لذَّة الدُّنيا نَصيبُ

بُليتُ به أغنَّ غريرَ طَرفٍ

لهُ في كلِّ جارحةٍ نُدوبُ

مِنَ السُّمرِ الرِّشاقِ إذا تثنَّى

وماسَ يكادُ ينقذُّ القَضيبُ

بقلبي منه فرطُ أَسىً ووجدٍ

أُعاني منهُ ما جهِلَ الطَّبيبُ

أقولُ إِذا تذكَّرهُ فُؤادي

هوىً حيثُ الأراكةُ والكَثيبُ