أخبرت أن الحمى أقوت معالمه

أُخبرتُ أنَّ الحمَى أقوت مَعالِمُهُ

مِنهم ومن أَجلهم ناحت حمائِمهُ

ونُكَّست عَذباتُ الرَّندِ بعدَهُمُ

وَجداً ولِلحُبِّ أَحزانٌ تُلازمُهُ

والبانُ قد ذَبُلت مِنهُ الغُصونُ أَسىً

عَليهمُ واللِّوى اعتلَّت نَسائِمُهُ

فرحتُ أسألُ عنهم أين هُم وهُمُ

عندي لِيَطرُقَ سَمعي ما يُلائمُهُ

هُم جِيرتي حيثُ حلُّوا والفُؤادُ لهُم

دارٌ ودَمعي لهُمَ ينهَلُّ ساجِمُهُ

لَهُم من القَلبِ ما لوحلَّ غَيرُهُمُ

بهِ شَجَاهُ منَ الإِقواءِ طاسِمُهُ

والطَّرفُ يَطرفُهَ الدَّمعُ السَّفوحُ وَهُم

فيهِ النُّزولُ وَقَد يَخشاهُ عارمُهُ

إن تمَّ صُمَّ على قلبي فيا عجباً

أنى يضامُ فؤادُ هُم تَمائمُهُ

عُلِّقتُهُم في صِبَا الدَّهرِ القَديمِ وَما

عَرَفتُ شيئاً سِوى ما القلبُ كاتمُهُ

فَراحَ حُبُّهمُ مِلءَ الفُؤادِ وَما

يَزُولُ حُبٌّ بلا حُبِّ يُزاحِمُهُ