أرأيت ما يرويه بان الأبرق

أَرأيتَ ما يرويهِ بانُ الأبرقِ

عن شدوِ ورقِ أراكِ حُزوى الُمورقِ

وافَي وميضٌ سناهُ يرفعُ مسندِاً

عنه الحديثَ بنُورشه المتألِّقِ

ما زالَ لامعُهُ يُعلِّلُ بالُمنى

منِّي أخا القلبِ الكئيبِ الشَّيِّقِ

ويُعيدُ أَخبارَ الغَضا فأهيمُ مِن

وَجدي إليه ومَن يُفارِق يشتقِ

لا والحمَى ما العيشُ بَعد ذوي الحِمَى

بمحبَّبِ أبداً ولا بِمُعشَّقِ

قسماً بمِا فوقَ الرِّكابِ وإِنَّها

لأليَّةٌ مِن ذي زَفيرٍ مُحرقِ

إِني لأعجبُ مِن مُحبِّ مبُتَغٍ

عَيشاً له من بعدِ حثِّ الأَينُقِ

يا أيُّها الحادي بعودِكَ سالماً

إِلاَّ رثيتَ لشملنِا الُمتمزِّقِ

أرحِ الَمطيَّ وها فُؤادي فاقتبس

وامنُن عليَّ وها دموعي فاستقِ

وبهضبِ رامةَ مِن مضارب طِّيءٍ

يا سعدُ ريمٌ منه لي بختٌ شقي

حالٍ بأنواعِ الجمالِ ولم يكن

بممنطقٍ كلاَّ ولا بمطَوَّقِ

لو لم يُرح والحسنُ فيهِ مفرَّقٌ

لم يجتمع عَجِلاً بشيبي مَفرَقي

ليسَ التَّعجُّبُ من رقُادي إِذ مضى

فيهِ ولكن من جميعي إِذ بقي

لله درُّ الثَّغرِ فيه ونظمُهُ

كم باتَ ينثرُ منه درَّ المنطِقِ

أبكي ويبسِمُ عن شَنبِ هازئاً

مِنِّي بجفنٍ بالدُّموع مخلَّقِ

لدلاله ذُليِّ به ولحبِّهِ

وهواهُ ما يلقَى الفُؤادُ وما لقي

شطَّت بِهِ عَنِّي نَوىً لمغرِّبِ

يُهديِ التَّحيةَ في رحالِ مُشرِّقِ

يا جيرَتي بالحاضرَينِ و دِجلَةٍ

والكارِ لا بالنَّيرَيينِ و جِلَّقِ

لا تَحسَبوا أَنِّي صَبرتُ لِحادِثٍ

جَلَلِ مُلمِّ أَو لِخَطبٍ مُقلِقِ

وَتَيقَّنوا مِن بعدِ هذا أَنَّني

بِمُظفَّرِ الدينِ الجوادِ تَعلُّقي

ما فاتَني مِن برِّ ذاكَ فكافِلٌ

هذا لَهُ بِنَوالهِ الُمتَدَفِّقِ