أظن البدر لما لحت حارا

أَظُنُّ البدرَ لمَّا لُحتَ حَارا

وَغصُنَ البانِ لَمَّا مِلتَ غارا

وأَنَّ الظبَّي منكَ غَضيضُ طَرفٍ

فَتِلكَ ثلاثُةُ أضحَوا حَيارى

فَصُن وجهاً فتَنَتَ به قُلوباً

أَجنَّت منكَ شَوقاً وادِّكار

فلا تمنع ذوي فقرٍ زكاةً

فإنَّ زكاةَ حُسنكِ أن يعارا

ألم تجمع من الأضدادِ حُسناً

بديعاً قد كفاكَ الاقتدارا

جَبيناً قد حَوى صبُحاً وليلاً

وخداً قد حوَى ماءً ونارا

وأجفاناص مريضاتٍ مراضاً

تَرى في ضِمنِ صِحتَّها انكسارا

ولما أَن رآكَ البدرُ شَمساً

كشفتَ جمالهُ كشفَ السِّرارا

فإنَّ الحُسنَ فيكَ غَدا مِثالاً

بلا شَكِّ تَصوَّر واستَدارا

فأنتَ الرُّوحُ لم تُدرك عُقولٌ

حَقيقتَها وفيها العَقلُ حارا