أعد حديث الحمى والبان والسمر

أعد حديثَ الحمَى والبانِ والسَّمُرِ

إنَّ الأحاديثَ عن أهلِ الحمَى سَمَري

وقفِ على الرَّندِ من سلعٍ عَسى نَفسٌ

يسري إلينا من الأحبابِ في السَّحَرِ

وقُل لريحِ الصبَّا إِن حُمِّلت خَبراً

يا ريحُ روحي إلى المشتاقِ بالخبَرِ

وحدِّيثهِ أحاديثاً لها أَرجٌ

يُزري بِروضِ الحِمَى والمَندلِ العطِرِ

يا بانة الجزع من وادي الأراك متى

نفور بالظِّلِّ من أغصانكِ النُّضرِ

ويصبحُ الدَّهرُ بعدَ البُعدِ يَجمعنُا

يوماً على منهلٍ من عُودهِ الخضرِ

ما يطلبُ الوجدُ والأشجانُ من دنفٍ

لم يبقَ فيهِ سوى الأَنفاسِ والفكرش

لا يُدركُ الطَّرفُ مِنهُ ما يحَققهُ

ولو تمتَّع طُولَ الدَّهرِ بالنَّظرِ

يا بانَ نَعمانَ كَم لي فيكَ من غُصُنٍ

يا سَرحةَ الجزِعِ كَم لي فيكِ من قَمرِ

منازِلٌ كم سألناها وما نطقَت

أنَّى وقد تركوها عُرضةَ الغيرِ

ضلالَةً أَسأَلُ الأَطلالَ عن حِللٍ

مَحَلُّها في سُوَيدا القَلبِ والبَصَرِ