أقامت بالتثني في الغلائل

أقامت بالتَّثنِّي في الغَلائِل

على كلَفي بِقامتِها دَلائِل

وسلَّت مِن لواحِظها حُساماً

عليهِ من ذَوائِبِها حَمائِل

ممنَّعةٌ منَ الخَفراتِ تحمي

حِماها بالكتائبِ والقَبائِل

تقولُ إِذا طلبتُ الوصلَ منها

وما في قَتلِها العُشَّاقَ طائِل

عدمتَ العقلَ يا مغرورُ حتَّى

ترومَ العقلَ مِن مُقَلِ العَقائِل

يَميناً ما الحمائمُ حين تشدُو

بشَجوٍ فوق أغصانِ مَوائِل

فيجلُبُ نَوحُها للرُّوحِ شَجواً

ويسلُبُ كلَّ همِّ كانَ هائِل

ولا قُضبُ الأراكِ إذا كستها ال

سَواري وهيَ عاريةُ الخمائِل

بِأَعشقَ مِن طَرائِقها غناءً

وأرشَقَ مِن معاطِفها شَمائِل

فديتُكَ غُصنَ قامتِها لوَ انِّي

بظلِّك مِن هجيرِ الهجرِ قائِل

وعصرُ وصالِنا والرَّبعُ زاهٍ

بصُحبتِنا لوَ انَّكَ غيرُ زائِل

أما وخلاصِها مِن أسرِ وجدٍ

قديماً مدَّ لي ولها حبائِل

لقد كثُرت بحُسنِ العيشِ فيها

لنا تلكَ الُّييلاتُ القلائِل

إلى أَن آضَ صَرفُ الدَّهرِ ظُلماً

علينا بانقطاعِ الوصلِ صائِل

وأصبحَ بَينَ خُلَّةِ أهلِ وُدّي

وبيني بالسَّطا والحولِ حائِل

أعادَ بسلِّهِ سيفَ التَّعدِّي

عليَّ دموعَ أجفانٍ سَوائِل

ألا يا دهرُ مالَكَ تبتليني

بأَحداثٍ أواخِرُها أوائِل

أَلم تعلم بأنيِّ في أمانٍ

منَ الَمِلك الرَّحيمِ أبي الفَضائِل