إذا ما لاح برق الجزع حنا

إِذا ما لاحَ بَرقُ الجِزعِ حَنَّا

وَراحَ إِليكم صَبّاً مُعَنَّى

وَباتَ بِكُم كَأَنَّ بِهِ جُنوناً

يُلابِسُهُ إِذا ما اللَّيلُ جَنَّا

وَكَم أَهدى حَمامُ الجِزعِ وَهناً

إِليهِ حِمامَهُ لمَّا تَغَنَّى

وَهَبَّت مِنكُم في الحَزنِ ريحٌ

فَهاجَ هُبوبُها للِقَلبِ حُزنا

لَقَد هَنَّأتُ قَلبي في هَواكُم

وَقَد أَضحى لَكُم في البُعدِ سُكنى

وَعَيني كُلَّمَا اشتاقَت إِليكُم

رَأَت مَهمَا تَرَى بَدراً وغُصينا

وَقَد نَقَلَ النَّسيمُ إِليَّ مِنكُم

حَديثاً لَم يَزل يَزدادُ حُسنا

وما طَمِعَ العَذُولُ بأن يراني

مُصيخاً فيكمُ للعَذلِ أُذنا

فأنتم لَذَّةُ الدُّنيا ولولا

هَواكُم لم يكن في الخلقِ معنى