إلى كم أسترد حديث سعدي

إلى كم أستَردُّ حديثَ سُعدي

وقد نقضَت سُعادُ العهدَ بعدي

وكم أصبو إلى لَمعانِ بَرقٍ

يمُرُّ على الرُّبا من أرضِ نَجدِ

وكَم أستنشقُ الأرياحَ هبَّت

وفيها العِطرُ من شيحٍ وَرندِ

أُعلِّلُ بالمُنى قلبي ضلالاً

وإن كانَ التَّعليلُ غَيرَ مُجدِ

خليلي احبِسا رفقا قليلاً

قُلوصكُما على أطلالِ هِندِ

وخُصوُّها التَّحيَّةَ ثُمَّ حيُّوا

عُيونَ ظِبائهِ للأُسدِ تُردي

وإِن أَبدى السَّنا لَكُما غَزالاً

ضِياءُ جَبينهِ كالصُّبحِ يهدي

فبُثَّا ما بدا لكُما وقولا

لهُ إن كانَ يَرعى حقَّ عهديَّ

بِما في القَدِّ من هيفٍ ولينٍ

وما في الثَّغرِ من بردٍ وبَردِ

أَجِر من مُرِّ هجرِكَ مُستهاماً

جَوارحُهُ الخَوافِقُ ذاتُ وَقدِ

يُحَلأُ من رُضابِكَ عن رَحيقٍ

وَيُحرقُ من هَواكَ بنارِ وَجدِ