إليك من مر جفاك الفرار

إِليكَ من مُرِّ جَفاكَ الفِرار

فما على هَجرِكَ لي مِن قَرار

أسالَ إعراضُكَ لي عارضاً

من أَدمُعِ فوقَ خُدودي غِزار

بِوردِ خدَّيكَ ومِسكِ اللَّمى

ونَرجسِ الطَّرفِ وآسٍ العِذار

لا تتَّهِمني بسلوٍّ فما

مِثلُكَ من عنه لمثلي اصطبار

أشبهَكَ الغُصنُ ولكنَّهُ

يُسِقطُ ما يحمِلُه مِن ثِمار

وَغادةٍ كالشَّمسِ لم يتَّخِذ

مِعصمَهُا إلاَّ الهلالَ سِوار

ناريَّةِ الوجنةِ نُوريَّةِ ال

مبسمِ نُوريَّةٍ ما في الخِمار

حُوريَّةِ الطَّلعةِ في صدرِها

وخَدِّها الرُّمَّانُ والجُلَّنار

ما أنجمُ الجوزاءِ في جَوِّها

إذا رنَت أبعدُ منها مَزار

اللَّيلُ فوقَ الصبُّحِ من شَعرِها

ووجهِها والغُصنُ تحتَ الإزار

كالشَّمسِ لو لم تستَتر بالدُّجى

والظبَّي لو لم يُشتَهر بالنِّفار

قالت ثناياها لعُشَّاقِها

مَا الَجوَهرُ الُمثمِنُ إلاَّ الصِّغار

عجبتُ كم تَجهَدُ في نصرِها

أجفانُ عَينيها وفيها انكسار