إن غاض دمعك في عراص الأبرق

إن غاضَ دمعُكَ في عراصِ الأبرقِ

فمتى ادَّعيت هواهُم لم تصدُقِ

ومتى اكتحلتَ برقدةٍ في حَيهَّم

فاعلَم بِأَنَّ خيالَهمُ لم يَطرقِ

فاصبر ولُذ ولهِاً برسمِ ديارِهمِ

واخضَع وَقِف في الدَّارِ وقفَةَ مُشفقِ

فَالعشقُ أعَذبُهُ الَمماتُ صَبَابةً

من لَم يَمُت صَباً كأن لَم يَعشقِ

إن يَمَّموا عَينَ العَقيقِ فَعقَّهُ

صَوبُ الغَمامِ وإن عدوهُ فلا سُقي

بانوا فلا واللهِ ما بانُ الحِمَى

عبقٌ ولا يُزهى بغُصنٍ مُعبقِ

وسَروا وقد أسروا الغمامَ إلى ضَنٍ

هَا قلبُهُ من ضَعفهِ لم يَخفقِ

وَمشتَّتُ الأحبابِ هل يدنو الهوى

يوماً بجمع فريقهِ الُمتفرقِ

سَلبوا الكَرى عنهُ فأَرسلَ رائِداً

في إثرهم مِن دَمعةِ الُمتدَفِّقِ

ويَظلُّ يُنشِدُ والرِّياحُ تُهيجهُ

باللهِ يا ريحَ الصبَّا هل نَلتَقي