جاءت إليك قبيل الصبح تخترق

جاءَت إِليكَ قُبيلَ الصُّبحِ تَخترقُ

صباً لها في تَهاديَ سَيرِها قَلقُ

مرَّت على شَرفِ الوادي فحينَ سرَت

نجديَّةً ضاعَ منها منَدَلٌ عَبِقُ

قد حُملِّت من عريبِ المُنحنَى نَفساً

تَكادُ منهُ فُروعُ البانِ تَحترِقُ

عَليلَةً عَللَّت قلبي العَليلَ بمِا

في طيِّها من حديثٍ نشرهُ حُرقُ

بَرقٌ تأَلَّقَ من نحوَي سَريرتِها

وهناً فسالت به الآماقُ والبُرقُ

أم قد ألمَّ بكَ الطَّيفُ الطَّروقُ فمُذ

أَغشاكَ حرُّ الأَنفُسِ العَرِقُ

بل قد أرقتَ دموعَ العينِ فانبجست

ما يَطرُقُ الطيَّيفُ صباً شأنُه الأَرقُ

أَهلُ الهوَى ما لَقُوا ما قد لقيِتُ بكم

مَن الصبَّابةِ والتَّبريحِ ما عَشقوا

ما لي أرَى اللَّيلَ قد شابَت ذوائبهُ

وقد جلا غسقاً من صبحِهُ فَلقُ

والدَّوحَ بالوُروقِ قد مالت معاطِفهُ

وقد كساهُ جديدَ النيَّرةِ الورَقُ

والجوُّ يختَرقُ الأرجاءض عاطرُ

كأنَّ فيهِ سَحيقَ النَّدِ يَحترِقُ

لا شكَّ أنَّ الصبَّا قد حَدَّثت خبراً

أَضحت على صِدقهِ الأكوانُ تتفَِّقُ