سرت نفحة للبان يشفى بها الوجد

سَرَت نَفحةٌ للِبانَ يَشفَى بِها الوَجدُ

إِلى مُغرمٍ قَد شَفَّهُ الهَجرُ والبُعدُ

تَبدَّت على مَتنِ النَّسيم كأَنَّها

مَعَ الصبُّحِ مِسكٌ قَد تَضوَّعَ أَو نَدُّ

وَمرَّت بِذَاتِ الرَّندِ مِن أَيمنِ الحِمَى

أَيا حَبَّذا تِلكَ الَمرَابعُ والرّندُ

أتَت والنَّوى قَد وَكلَّت بِقُلوبِنا

غَرَاماً لَهُ في كُلِّ جارِحَةٍ وَقدُ

فَقُلتُ وأَنضاءُ الَمطِيِّ مِنَ السُّرى

مُسَهمَّةٌ والصَّحبُ قَد مَسَّهُ جَهدُ

أَقيموا فَهذا رَبعُ عَلوَةَ قَد بَدا

لِعَيِني وَهذا البانُ والأَجرَعُ الفَردُ

وَتِلكَ رُباً قَضيَّتُ فيها لُبانَةً

ِمَعَ الحُبِّ والأَيَّامُ مِن وَصلِنا عِقدُ

أَريحوا فُؤادي فَهو عِندَ أُهَيلِها

لَهُ عِندَهُم دَينٌ لَهُ عِندَهم وَعدُ

لَعلَّهَمُ أَن يُسعِفُوهُ بِنظرَةٍ

يُراحُ بِها أَو منِهُمُ يَحسُنُ الرَّدُّ

أَأحبابَنا لا أَوحشَت مِن جَمالِكُم

شِعابُ حِمَى نَجدٍ ولا أَوحشَت نَجدُ

وَلا غَيَّرَت ما بَينَنَا غُربَةُ النَّوى

ولاَ زاغَ مِيثَاقٌ ولا نُسِي العَهدُ