عج حين تسمع أصوات النواقيس

عُج حينَ تسمعُ أَصواتَ النَّواقيسِ

من جانبِ الدَّيرِ تحتَ اللَّيلِ بالعِيسِ

واحطُط بساحةٍ يوحنَّا وصاحبهِ

تُوما ولُوقا وكُركا ثُمَّ كركيسِ

مُستَخبراً عن كُميتِ اللَّون صافيةٍ

قَد عتّقتَها أناسٌ في النواويسِ

مَرَّ الزمانُ عليها فهيَ تُخبِرُ عَن

ما كانَ مِن آدَمِ قِدماً وإبليسِِ

تَرى الرَّهابينَ صَرعى من مَهابتهِا

إِذا بدت بينَ شَمَّاس وقِسِّيسِ

تُتلَى الأناجيلُ تَعظيماً إِذا حَضرتَ

لها بأشرفِ تسبيحٍ وتَقديسِ

صَفَت ورَقَّت وراقت فهيَ ذاتُ نقاً

تجِلُّ في الوصفِ عن عَيبٍ وتَدنيسِ

لَها أحاديثُ تَرويها إذا مُزجَت

في كأسِها عن سُليمانٍ وبلقيسِ

لو ذاقَ منها غَزالُ السِّربِ مضمضمةً

لخافَ مُرَّسطاهُ ضيغمُ الخيسِ

يسعَى بها من نَصارى الدَّير بدرُ دُجىَ

يميسُ في فتيةٍ مثلِ الطَّواويسِ

فاصرف بِها صرفَ خطبِ الدَّهرِ مُغتنماً

ما دامتِ الشَّمسُ مع تلكَ الشَّمايسِ

واحذر مِلاكَ قلالِ الدَّيرِ مُجتلياً

كأسَ الُمدامةِ إلاَّ فارغَ الكيسِ