قد زار طيفك يا لمياء من أمم

قد زارَ طيفُكِ يا لمياءُ من أمَمِ

مَقرَّ مسعاهُ لَيتَ الطَّرفَ لم ينَمِ

سراً يشقُّ دُروَع اللَّيلِ مُعتكِراً

وَيَقطَعُ البِيدَ خَفَّاقاً على قدَمِ

أفديهِ من طَارِقٍ كانَ الفُؤادُ بهِ

لولا مُدارَكَهُ الإِلمامِ من أَلَمِ

زارَ الخيالُ مشُوقاً هائِماً فَسَلي

أَرادَ غَيرَ خَيالٍ في كَرى الحُلُمِ

نَوازعُ الشَّوقِ من قَلبي بَعَثنَ لَهُ

مَدامِعاً بُدِّلَت في حُبِّكُم بِدَمِ

وَفاوضَتهُ بِأنفاسي وَلَوعتِها

فَخافَ من لاعِجٍ للوَجد مُضطرمِ

فجاءَ يسعى ولولا الشَّوقُ يحمِلُهُ

ما سارَ من سَقطِ نَعمانٍ إِلى العَلمِ

هلاَّ تعلمتِ منهُ العطفَ ثُم إذا

ما زُرتني زُرتِ من صُدغيكِ في ظُلمِ

يا غُرةَّ الحىِّ لولا الحُبُّ ما سَهِدت

عَيني وَلَولا خَيالٌ مِنكَ لم أَنمِ

هذا حَديثي صِلي أَو فاهجُري فَلَقَد

عَلِمتِ ما حَلَّ بي في الحُبِّ فاحتَكمي