قف سائلا بلوى الكثيب الأيمن

قف سائلاً بلوى الكثيبِ الأيمنِ

داراً عفت فكأنَّها لم تُسكنِ

وحذارِ أَحداقَ الظبِّاءِ فَلم تزل

حُمرُ المنايا في سَوادِ الأعيُنِ

أعلمتَ كَم كابدتُ يومَ الُمنحنَى

كمداً عليهِ غدت ضُلوعي تنحني

ظَغنَت ركائبُهم فلا ظِلَّي نَدٍ

من بَعدِ فُرقتِهم ولا عَيشي هني

رَحلوا بواضحةِ الجَبينِ إِذا بدت

فلِمُجتلٍ وإِذا انَثنَت فلمُجتني

هَيفا القوام يهزُّ من أعطافِها

سُكرُ الشَّبيبةِ غُصنَ قَدِّ ليِّنِ

تُرخي ذوائبَها إِذا خطرت ضحىً

فترَى الصبَّاح يجرُّ ذيلَ الَموهنِ

يا ظبيةً عُشَّاقُها في حُسنها

لا يظفرونَ بغيرٍ حظِّ الألسنِ

أَمَّا الغرامُ كما عهدتِ فإنَّهُ

باقٍ وأمَّا الصَّبرُ عنكِ فَقَد فني

أرجو خيالَكِ والرُّقادُ مُشرَّدٌ

عنِّي لَقَد أمَّلتُ ما لم يُمكنِ

أنا مثلُ خَصركِ من سُلُوي مُقترِ

وكمثلِ ردفِكِ من صَباباتي غَني