قم أدرها على نداماك فجرا

قُم أَدرها على نَداماكَ فجرا

واكتسب منهمُ فَديتُكَ أَجرا

بِنتَ كَرمٍ عَذراءَ ما تَرَكَ الدَّه

رُ لصاحٍ منها مَدى الدَّهرِ عُذرا

فَتكُها في العُقولِ يُخبِرُ عَنها

صادقاً إنَّها ذَخيرةُ كِسرى

أَلبَستها سُقاتُها بَعدما احمَ

رَّ رِداها القاني غَلائِلَ صُفرا

ما رَأينا من قبلِها وهيَ في الكَأ

سِ بأيدي السُّقاةِ ماءً وَجَمرا

قلتُ لَمَّا سَعى بِها أَهيفُ القَ

دِّ نقيٌّ قُرطاً وَجِسماً وَخَصرا

أيُّ سِرٍّ يُرَى وأيُّ عجيبٍ

في قِرانِ الشَّمسِ الُمنيرةِ بدرا

يا نَديماً لقدَ سَقَى الغَيثُ زَهرَ الرَّ

وضِ صِرفاً حتَّى تَمايل سُكرا

فانهضِاني إلى الحُميَّا التي قد

عُمِّرَت في مَواضِع العُمرِ عُمرا

فاسقياني مِنها فإِن مُتُّ سُكراً

فَاحفِرا لي في جَانبِ الدَّنِّ قَبرا

سِيَّما أن تُرَى جراحُ لِحاظٍ

كُلُّ ماضٍ جِراحُهُ لَيسَ تَبرا

كالدُّجى طُرَّةً وكَالوَردِ خَداً

والضُّحى غُرَّةً وكالبَدرِ نحرا