كلما قلت قد تناهى الملال

كُلَّما قلتُ قد تناهَى الملالُ

منه أغراهُ بالملالِ الدَّلالُ

بدرُ تمِّ يميلُ جوراً على ضَع

فيَ عِطفٌ من قدِّهِ مَيَّالُ

ورشيقُ القَوامِ قد رشَقتني

عن قِسيِّ من جاجبيهِ نِبالُ

في لماهُ خمرٌ حرامٌ وفي أج

فانِه الفاتراتِ سحرٌ حلالُ

قمرٌ للمُحاقِ منِّي في الجِس

مِ ولكن لهُ السَّنا والكمالُ

مُستبِيحٌ حِمَى القُلوبِ بِأوصا

فٍ لهذا الجمالِ منها جَمالُ

إنَ تجلَّى فبدرُ تِمِّ وإن ما

سَ فغصنٌ وإن رَنا فغَزالُ

كلَّما رُمتُ رشفَ فيهِ حمَى الم

سولَ منهُ قوامُه العسَّالُ

زادَ تيهاً وجازَ في مذهب الإِع

راضِ حدَّاً فأينَ منهُ الوِصالُ

وتولَّى على النُّفوس فأينَ ال

عدلُ ممَّن في القَدِّ منه اعتدالُ

عجَبي من رُضابِه كيفَ يحوي

جوهرَ الثَّغرِ وهوَ عذبٌ زُلالُ

يا عَذولي في حبِّه ومتى تر

جُو صَلاحاً من مثلهِ العُذَّالُ

لا تلمني فعَبرتي ليسَ تَرقَا

في هواهُ وَعثرتي لا تُقالُ

أنتَ خالٍ ممَّا يُقاسيه قلبي

من غريرٍ له على الخدِّ خالُ

ظفَّرتهُ بالعاشقينَ لِحاظٌ

لم تفارق جفونَهنَّ النِّصالُ

فلهُ الحربُ دائماً لا عليهِ

كيفَ قُلتم إنَّ الحروبَ سِجالُ

كلَّما عزّ زادَ ذُلي وحالت

بِيَ فيهِ معَ الزَّمانِ الحَالُ