كم في بيوت بسفح الرمل من قمر

كَم في بُيوتٍ بِسَفحِ الرَّملِ من قَمَر

علَى قَوامِ كخُوطِ البانَةِ النَّضرِ

وَكَم هِلالٍ من الأطواقِ مَطلعُةُ

ذوائِبُ الشَّعرِ في بَيتٍ من الشَّعرِ

وكَم غُصونِ على الأحداقٍ قد بسقت

تخَتالُ تحتَ نُهودِ الغيدِ في ثَمَر

يا رَكبُ حَيُّوا على الجَرعاءِ دارَ هَوىً

كَم نِلتُ فيها وَكم قضيَّتُ من وطَرِ

أَيامَ لي من عُيونِ الغيدِ إن نَظرت

سِهامُ لَحظٍ حَمت وردَ اللَّمى الخَصِرِ

والسُّمر تُبدي من الأعطاف إن خطرت

سُمراً وبيضاً من الأَجفانِ في النَّظرِ

وللِصَّبا نفحةٌ تَسري بِضائعها

مَنابتُ البانِ والحَوذانِ والسَّمرُ

والرَّوضُ قد حَدقت أحداقُ نرجسهِ

كأنَّها حدَقٌ في فاتر الحَوَرِ

قفِوا فإِن خِلتمُ الأكوار مائلةً

بكُم فَذاكَ نَسيمٌ جاءَ بالخَبرِ

فَحدِّثوهُ بوَجدي فَهوَ يُبلِغُهُ

إِلى النُّزولِ حِمَى قَلبي وفَي بَصَري