لمثل اليوم تدخر الدموع

لمثل اليوم تدَّخرُ الدُّموع

وَتُحنَى فوقَ لوعتِها الضُّلوعُ

فقَد هدمَ الرَّدى رَيعَ المَعالي

وَأَنحلَ هذهِ الدُّنيا ربيعُ

رَأينا في محلِّ القُدسِ فيهِ

مصائِبَ قَبلُ ما كانَت تَروعُ

أَرانا في الخَميسِ خَميسَ رُزءٍ

جَليلٍ خطبُهُ خَطبٌ فَطيعُ

تَجلَّى ليلهُ عَن يومِ سَوءٍ

فصدَّعض شَملَنا ذاكَ الصُّدوعُ

فَلَيتَ اللَّيلَ دامَ ولا تَجلَّى

لَهُ صُبحٌ ولا انهزَمَ الهَزيعُ

وَليتَ نُجومَه لا جالَ فيها

أُفولٌ لا ولا الشَّمسِ الطُّلوعُ

صباحٌ كانَ أَظلمَ مِن مَساءٍ

وَفجرٌ يَومهُ يَومٌ شَنيعُ

نَعت بمُحمَّدِ فيهِ نُعاةٌ

لَدَيها يَشكُرُ الصَّممَ السَّميعُ

بِملكٍ لَم يَكُن في الَمجدِ شَفعاً

ولَيسَ إِليهِ في كَرمٍ شفيعُ

فَلا يومَ النَّدى لعُلاهُ نِدٌّ

وَلا يومَ القراعِ لَهُ قريعُ

أُبيحَ حِمَى المكارمِ واستُحلَّت

مَحارمُها وَوَاصلَتِ القُطوعُ

أَبائعَ رُوقِ حَمدٍ نُح عليهِ

فَأَين الُمشتَري وَلمن تَبيعُ

وَأَنتُم يا بُغاةَ الجودِ حُطُّوا ال

رِّحالَ فلا تُشَدُّ لَها نُسوعُ

مَضى مَن كانَ في كِلتا يديهِ

وفي الأخلاق جَعفرُ و الرَّبيعُ

ولكن لم يزل ربُّ البَرايا

يزورُكَ من مَلائكِهِ جُموعُ

يُرَونَ وهُم على مرِّ اللَّيالي

سُجودٌ حولَ قبركَ أو رُكوعُ

جديرٌ أن أَرى حُزني طويلاً

وَفَقدُكَ هكذا فَقدٌ سَريعُ