ليس يروي ما بقلبي من ظما

ليسَ يَروي ما بِقَلبي من ظما

غَيرُ برقٍ لائِحٍ من إِضَمِ

إن تَبَدَّى لَكَ بانُ الأَجرَعِ

وأُثَيلاتُ النَّقى من لَعلَعِ

يا خَليلي قِف على الدَّارِ مَعي

وَتَأَمَّل كَم بِها من مَصرعِ

واحَترِزو واحذَر فَأَحداقُ الدُّمى

كَم أَراقَت في ربُاها من دَمِ

حَظُّ قَلبي في الغَرامِ الوَلَهُ

فَعَذولي فيهِ ما لي وَلَهُ

حَسِبيَ الليلُ فَمَا أَطَولهُ

لَم يَزَل آخرهُ أَوَّلَهُ

في هَوَى أَهيفَ مَعسولِ اللَّمى

ريقُهُ كَم قَد شَفَى مِن أَلَمِ

سائليَ عَن أَحمدٍ مِمّا حَوى

من خِلالٍ هيَ للدَّاءِ دوا

ما سواهُ وهو يا صاحِ سِوَى

ناشِرٍ من كُلِّ فَنٍّ ما انطَوى

بحرُ آدابِ وَفَضلٍ قَد طَمَى

فاخشَى مِن آذيِّهِ الُملتَطمِ

العَزَازيُّ الشِّهابُ الثَّاقِبُ

شُكرَهُ فرضٌ عَلَينا واجِبُ

فَهو إِذ تَبلوهُ نِعمَ الصَّاحِبُ

سَهمُهُ في كُلِّ فَنٍّ صَائِبُ

جائلٌ في حَلبَةِ الفَضلِ كَما

جَالَ في يَومِ الوَغَى شهمٌ كمي

شاعِرٌ أَبَدعَ في أَشعارِهِ

وَمَتى أَنكرتَ قَولي بارِهِ

لو جَرى مِهيارُ في مِضمارِهِ

والخوارزِميُّ في آثارِهِ

قُلتُ عودا وارجِعا من أَنتمُا

ذا امرؤُ القَيسِ إِليهِ يَنتَمي