ما أصبحت حشاشتي في أسرها

ما أَصبحت حُشاشَتي في أَسرِها

إلاَّ وَقَد أَودَت بِها بأَسرِها

ولا غدَت لموثِقي ناسيَةٌ

إلاَّ بِكَوني هائِما بذكرِها

لِلَّهِ ما أَجودَها ذَاتُ لَمى

تأَلُّمي مِن عينِها وَسِحرها

هَيفاءُ بيضاءُ لهَا غَدائِرٌ

مُسوَدَّةٌ كأَنَّها مِن غَدرِها

مُخلفِةٌ وعُودَها مُنجِزَةٌ

وَعيدَها في وَصِلها وَهَجرِها

كأَنَّما عُقودُهَا مَنظومَةٌ

من أَدمُعي وَلفظِها وَثغرِها

وَجدتُ فيها الوَجدَ من ثَلاثَةٍ

أَعدَمَتِ الُمهجةَ حُسنَ صبَرِها

مِن مَشقةٍ في قَدِّها وَرِقَّةِ

في خَدَّها وَدِقَّةٍ في خَصرِها

باخِلَةٌ حتَّى بِطَيفٍ طَارقِ

يَطوي الدُّجَى يَحمِلُ طيِبَ نَشرِها

قانِصَةٌ لِكُلِّ لَيثِ مُخدرٍ

بِطَرفِها مِن خَلفِ سَجفِ خِدرِها

يا حُسنَ أَعطافٍ لَهَا لَو جَبرَت

بِضَمِّها القُلوبَ بَعد كَسرِها

وَوجَنةٍ مُستَغرقٍ في لُجَّةٍ

مِن مَائِها الصَّافي لَهيبُ جَمرِها

يا للضَّلالِ كَم أَرىَ مُعلِّلاً

روحي بما في حَجرِها وأُزرِها

أَأَرتَجي من عِطفِها عَطفاً وَقَد

رَأَيتُ فَرطَ أَمرها في إِمرها

أيُّ ضنَىً لمَ تُهدهِ وَعاشقٍ

لَم تَهدهِ وأَدمُعِ لَم تُجرِها

ما لذُنوبي عِندها عَظِيمةٌ

نَيلُ نُجومِ الغَفرِ دونَ غَفرِها

كَأَنَّني قُلتُ العَطَايا مُسنَدٌ

حَديثُها من غَيرِ كَفِّ بَدرِها