مهما الجفون كذا يجانبها الكرى

مَهما الجفونُ كذا يُجانبُها الكَرى

مالي انتفاعٌ بالخَيالِ إِذا سَرى

لا تُهدِيَنَّ إليَّ طيفاً طارقاً

ما لم أذُق للنَّومِ كأساً مُسكرا

خُذ من زَفيري ما تُملُّ جوانحي

إن كنتَ عن أهلِ الغَرامِ مُخَبِّرا

لا تَرو عن غَيري حديثَ صَبابةٍ

وجوىً فكلُّ الصيَّدِ في جَوفٍ الفَرا

أَأَخا الغزالةِ والغَزالِ ملاحةً

ومَحِلَّةً ها قد بقيتُ كما تَرىَ

كم ذا التَّبالةُ في الهوَى عن حالتي

دَمعي يسيلُ وأنتَ تسألُ ما جرَى

وحياةِ حُبِّكَ إنَّ قَولَ عَواذلي

لكَ إِنَّني سالٍ حديثٌ مُفتَرى

أبديتَ شَعركَ فوقَ وجَهكَ لي ضُحىً

فأَريتَني في الحالِ ليلاً مُقمِرا

وجَعلتَ حظِّي مِثلَ خالكَ أسوداً

فأَذقتني موتاً كخدِّك أحمَرا

بعضُ الدَّليلِ بأنَّ وجهَكَ جنَّةٌ

ريِقٌ يُحاكي من لَماكَ الكَوثرا

ورَميتَني بِسهامِ مُقلتِكَ التي

هاروتُ آيَتَهُ عليها قَد قرا

ما كنتُ قبلَ لِحاظِ طرفِكَ مُثبتِاً

أنَ الظِّباءَ تَصيدُ آسادَ الشَّرى

صبري لوصلِكَ لا سبيلَ إليهِ لي

إلاَّ إذا التقتِ الثُّريَّا بالثَّرى